لافروف: جماعات متشددة منخرطة ﺑ«تطهير عرقي» في سوريا

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، إن موسكو تشعر بقلق عميق إزاء ما وصفه بتطهير عرقي تقوم به «جماعات متشددة» في سوريا، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
جاء هذا التعليق في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر سورية وقنوات تواصل اجتماعي روسية أن هجوماً استهدف فيما يبدو إحدى القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا.
ووفقاً لنصّ تصريحاته المنشورة على موقع وزارة الخارجية الروسية، قال لافروف: «الجماعات المتشددة (في سوريا) تقوم بتطهير عرقي حقيقي، وعمليات قتل جماعي للناس على أساس جنسيتهم ودينهم».
ولم يتضمن النصّ أي تفاصيل عن الجماعات التي كان يشير إليها لافروف.
مقتل جنديين روسيين
في سياق متصل، كشف موقع روسي عبر منصة «تلغرام»، الثلاثاء، عن وقوع هجوم على قاعدة حميميم الروسية في سوريا. وفي التفاصيل، بحسب الموقع، تسلّق عدد من المسلحين، يُرجّح أنهم من أصول أوزبكستانية، السياج وهاجموا أحد المواقع، حيث وقع تبادل لإطلاق النار، ما أسفر عن مقتل جنديين روسيين. ويظهر أن الهجوم قد تم صدّه، حيث تم القضاء على المهاجمين أيضاً، بحسب التقرير.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الهجوم. وأشار إلى أن قاعدة حميميم الروسية في غرب سوريا، تعرّضت صباح الثلاثاء لهجوم وجيز، شنّه فصيل مسلح، وعدّ المرصد أن الهجوم مرتبط بالسلطة الجديدة في سوريا، بينما أفاد شاهد عيان وكالة الصحافة الفرنسية بدوي اشتباكات استمرت قرابة ساعة.
وتقع القاعدة الجوية المحصّنة في محافظة اللاذقية الساحلية. وشكّلت في مارس (آذار) وجهة لأكثر من 8 آلاف شخص فرّوا من الاشتباكات وأعمال العنف ذات الطابع الطائفي التي شهدتها منطقة الساحل، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1700 شخص، غالبيتهم الساحقة علويون. وأورد المرصد السوري أن «مجموعة مسلحة رديفة (لقوات السلطة الانتقالية) شنّت هجوماً على القاعدة، انطلاقاً من قرية قريبة منها، وتمكن بعض عناصرها من الوصول إلى المدرج داخل حرم القاعدة». وأفاد بوقوع «اشتباكات استُخدمت فيها الأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة، تزامناً مع إطلاق صافرات الإنذار داخل القاعدة». ولم يصدر أي بيان رسمي من السلطات الروسية بشأن الهجوم بعد. وبدأ الهجوم، وفق ما أفاد شاهد عيان يقيم في محيط القاعدة «وكالة الصحافة الفرنسية»، من دون الكشف عن هويته خشية على سلامته، «عند الساعة السابعة صباحاً، واستمر لساعة، سمعنا خلالها دوي إطلاق رصاص وقذائف مع تحليق مسيرات في الأجواء». وقال إن سكان المنطقة كانوا قد «رصدوا انتشاراً لعناصر الأمن العام في محيط القاعدة منذ أيام».
وتحتفظ روسيا بقاعدتين عسكريتين في سوريا. وكانت موسكو داعماً رئيسياً لحكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد الموجود الآن في روسيا حيث حصل على حقّ اللجوء.
وكان مصدران سوريان مطَّلعان قالا إن قاعدة حميميم الجوية تعرضت لهجوم في وقت سابق من اليوم (الثلاثاء)، فيما أفادت قناة «ميليتاري إنفورمر» (المخبر العسكري) بمنشور على «تلغرام»، وهي قناة موالية لموسكو، تركز على الشؤون العسكرية، ما وصفته بأنه لقطات مصورة لاشتباك بالأسلحة النارية بين قوات روسية ومسلحين سوريين في القاعدة.
وذكر المصدران السوريان أن دافع الهجوم على القاعدة الجوية لم يتضح بعد. وتؤوي القاعدة لاجئين علويين منذ هجمات مارس. وقال أحدهما، وهو مسؤول أمني سوري مقيم في مدينة اللاذقية الساحلية، إن التحقيق جارٍ في هذه الواقعة.
وأدّى اندلاع أعمال عنف طائفي في مارس في الساحل السوري بشمال غربي البلاد، الذي كان معقلاً للأسد، إلى مقتل مئات من أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السابق.
وتحاول روسيا الحفاظ على علاقاتها مع السلطات السورية الجديدة، التي قالت إنها قد تسمح لموسكو بالاحتفاظ باستخدام قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية.
وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هذا الشهر، بإلغاء العقوبات التي فُرضت على سوريا خلال حكم الأسد، في تحول كبير في سياسة واشنطن تجاه دمشق.
المصدر: الشرق الأوسط