
عاد الهدوء إلى طرابلس الأحد غداة اشتباكات بين مجموعات مسلحة اندلعت في العاصمة الليبية ليل الجمعة والسبت، أسفرت عن سقوط 32 قتيلا و 159 جريحا، حسب حصيلة رسمية.
وسمع إطلاق نار كثيف ودوي قصف مدفعي طوال ليل الجمعة ويوم السبت حتى حلول الظلام في عدد من أحياء العاصمة وسط فوضى سياسية مع حكومتين متنافستين.
وتتنافس حكومتان على السلطة منذ مارس: واحدة مقرها طرابلس ويقودها عبد الحميد الدبيبة، والأخرى بقيادة فتحي باشاغا ويدعمها المشير خليفة حفتر رجل الشرق القوي.
وذكرت وسائل إعلام وخبراء أن الاشتباكات «انتهت بهزيمة محاولة باشاغا للإطاحة بحكومة منافسه».
ولعبت مجموعات مسلحة محايدة في هذه المواجهة السياسية، ولا سيما «قوة الردع» التي وقفت إلى جانب الدبيبة، دورًا حاسمًا في نتيجة القتال.
من جانبها، دعت الأمم المتحدة الأطراف الليبية إلى «الحوار» لحل الخلافات، وحثت في بيان، كافة الأطراف على«الانخراط في حوار حقيقي لحل المأزق السياسي الحالي وعدم اللجوء إلى القوة لحل خلافاتهم».
وشكلت حكومة مؤقتة في طرابلس مطلع 2021 في غطار عملية رعتها الأمم المتحدة ومهمتها الرئيسية تنظيم انتخابات في ديسمبر الماضي، لكن الانتخابات تأجلت إلى أجل غير مسمى بسبب خلافات شديدة على الأساس القانوني للانتخابات ووجود مرشحين يسببون انقساما بينهم بالتحديد الدبيبة وباشاغا وحفتر، إلى جانب نجل القذافي المثير للجدل سيف الإسلام.
ونظرا لانتهاء مدة ولايته، عيّن البرلمان الشرقي في فبراير الماضي باشاغا رئيسًا للوزراء، ما دفع الدولة الواقعة في شمال إفريقيا إلى أزمة سياسية خطيرة، من جانبه أكد الدبيبة مرات عدة أنه لن يخضع إلا لحكومة منبثقة عن صناديق الاقتراع.
ولم يرد باشاغا الذي نصب حكومته مؤقتًا في سرت وسط ليبيا، على هذه الهزيمة الجديدة، وظهر خصمه الدبيبة في مقطع فيديو ليل السبت في أحد مقار قواته وهو يحيي المقاتلين الداعمين لحكومته.
وصافح الدبيبة الذي كان محاطا بحراسه أنصاره، والتقط صورًا تذكارية وتبادل بضع كلمات تشجيعية معهم.
وسبب القتال أضرارا جسيمة في العديد من المباني بينما احترقت عشرات السيارات وأصيبت ستة مستشفيات في إطلاق النار.
وأرجئت امتحانات المرحلة النهائية للمدارس الثانوية وأغلقت جامعة طرابلس حتى إشعار آخر. كما تم تعليق الرحلات الجوية في مطار معيتيقة الدولي، وهو الوحيد الذي يخدم طرابلس.
وأمر عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة طرابلس، باعتقال أي شخص متورط في «الهجوم على طرابلس» سواء كان «عسكريًا أو مدنيًا».
وقالت قوة العمليات المشتركة وهي مجموعة مسلحة قوية مقرها في مصراتة داعمة للدبيبة، في بيان صحافي الأحد، إنها أوقفت العديد من «المهاجمين» المتورطين في «محاولة الانقلاب الفاشلة» التي قام بها باشاغا.
المصدر : القبس