أخبار

الجوع والعطش يحصد الأرواح في غزة

قطاع غزة (الأراضي الفلسطينية) «أ.ف.ب»: أبحرت من ميناء لارنكا في قبرص اليوم أول سفينة تحمل مساعدات عبر الممر البحري بين الجزيرة المتوسطية وقطاع غزة الذي دمره العدوان الإسرائيلي في إطار مساعي تكثيف إيصال المعونة للسكان المحاصرين والمهددين بالمجاعة. وخلال الليلة الثانية من رمضان، استشهد عشرات الأشخاص في قصف مدفعي وغارات إسرائيلية استهدفت مختلف أنحاء القطاع وفق وزارة الصحة التابعة للحركة الفلسطينية. ومساء أمس، حظيت بعض العائلات النازحة في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع، بأطباق من الأرز مع القليل من اللحم على موعد الإفطار. ولكن في مدينة غزة بشمال القطاع، قالت وزارة الصحة إن أكثر من ألفي عامل في المجال الصحي لم يتمكنوا من إيجاد ما يفطرون عليه. وقالت أم محمد مطر وهي تعد الخبز في رفح «رمضان ليس له طعم، إنه بطعم الدم وطعم العذاب الذي نحن فيه والفرقة والهم والقهر».

وفي صباح اليوم الثامن والخمسين بعد المائة للحرب، قالت وزارة الصحة: «وصل إلى المستشفيات 80 شهيدا، على الأقل، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن؛ جراء ارتكاب الاحتلال لمجازر بحق المدنيين، وما زال عشرات المفقودين تحت الأنقاض».

وفيما حل اليوم الثاني من رمضان ومعظم السكان يتضورون جوعًا وعطشًا، حذرت مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة سيندي ماكين من أن «الوقت ينفد» لتجنب المجاعة في شمال قطاع غزة الذي يواجه «كارثة إنسانية» بسبب نقص المساعدات الغذائية الكافية.

في هذه الأثناء، أبحرت من لارنكا صباح اليوم سفينة منظمة «أوبن آرمز» (الأذرع المفتوحة) وهي تحمل 200 طن من الأغذية. وقالت المنظمة عبر منصة «إكس»: إن المساعدات قدمتها وستتولى توزيعها في غزة منظمة المطبخ المركزي العالمي «وورلد سنترال كيتشن». وأكدت أنها تعمل على «إرسال أكبر عدد ممكن من السفن».

وكتب الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليتس على منصة «إكس»: «أبحرت السفينة أمالثيا في سياق مبادرة الممر البحري القبرصي لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. إنه شريان حياة للمدنيين».

وتقول الأمم المتحدة إنّ عمليات إلقاء المساعدات جوًّا بمشاركة عدة دول منذ أسابيع وإرسالها من طريق البحر، لا يمكن أن تحلّ محلّ الطريق البرّي. وقالت هيئة المعابر في غزة إنه تم إدخال 245 شاحنة؛ 56 عبر معبر رفح التجاري مع مصر، و189 عبر معبر كرم أبو سالم التجاري الإسرائيلي.

ولا تلبي هذه الكميات الشحيحة الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية في القطاع حيث تحذّر الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص من سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون، مهدّدون بالمجاعة. وقد نزح 1,7 مليون من السكان بسبب الحرب ويتجمع القسم الأكبر منهم في رفح قرب الحدود مع مصر، والمهددة باجتياح بري تعد له إسرائيل.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن 25 شخصًا توفوا نتيجة «سوء التغذية والجفاف». وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة أمس إن «عشرات الأطفال يتوفون أسبوعيا بسبب سوء التغذية والجفاف من دون أن يصلوا إلى المستشفيات».

زر الذهاب إلى الأعلى