ليبيا.. إستمرار الأزمة وصراع القوي

نائب رئيسة الحكومة الإيطالية ووزير الخارجية أنطونيو تاياني عقب عودته من زيارته إلى تركيا الجمعة:
ـ لا يمكننا التفاوض مع مجموعة فاغنر الروسية في ليبيا.
ـ هدف زيارتي تركيا هو التوصل إلى اتفاق لنمضي معًا نحو حلّ أزمة ليبيا، وأعتقد أننا حققناه.
ـ إستراتيجيتنا واضحة جدا، وتكمن في إشراك الدول الحاسمة في ملفّ الهجرة للاتفاق معها على إستراتيجية مشتركة لمواجهتها.
ـ نريد التوصل إلى اتفاق مع دول المنطقة والدول الكبرى ذات النفوذ في ليبيا لإيجاد حل للوصول إلى الانتخابات، وآمل أن يتحقق الأمر في غضون أشهر.
وقال رئيس مجلس_النواب المستشار عقيلة_صالح :
أتوقع الإعلان عن خارطة طريق بعد اجتماعي مع خالد المشري في القاهرة نهاية الأسبوع
الأطراف الدولية تعطي مصالحها الأولوية ولا تسعى جديا لحل الأزمة_الليبية
الليبيون وحدهم من يقرر من يحكم ليبيا ونقبل النصيحة فقط ولا نقبل فرض الإملاءات.
نريد انتخابات متزامنة برلمانية ورئاسية فذلك أقل كلفة ولا تعطى أحداهما فرصة لإعاقة الأخرىن نحن بحاجة إلى سلطة تنفيذية قادرة على الإشراف على الإنتخابات.
رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة يستقبل في مكتبه بديوان رئاسة الوزراء، رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان لبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك المحلية والإقليمية والدولية، بحضور وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، ووزيري الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة والاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي.
تقدير موقف سياسي
اهتمام متصاعد :
لاشك بأن هناك اهتمام امريكي متصاعد بالملف الليبي وهذا الأهتمام مؤشراته كثيرة ابرزها :
– زيارة الوفود الامريكية رفيعة المستوى الى ليبيا وعلى رأسها زيارة رئيس المخابرات وفريق الأفريكوم والاجتماع بلجنة 5+5 وغيره .
– المداولات المستمرة في الكونجرس ولجنة العلاقات الخارجية ولجنة الأمن القومي بخصوص فاغنر والطاقة في ليبيا .
– النشاط المتصاعد لوكالة الاستخبارات الامريكية في ليبيا وتكليف فريق جديد .
الأهداف الأمريكية في ليبيا :
هناك اربعة اهداف امريكية في ليبيا افصح عنها كبار المسؤولين وهي بحسب الاولوية :
1. استدامة تدفق النفط من ليبيا وهذا مرتبط باستراتيجية حشد الموارد للحفاظ على اسعار النفط والغاز واستخدامه في معركة الطاقة مع روسيا وهناك مخاوف من اضطراب سوق الطاقة العالمي خصوصا مع الزيادة على الطلب في فصل الشتاء وليبيا من جهة مهمة لاستقرار الاسعار ومرشحة لتكون بديل لمصادر الطاقة من جهة اخرى خصوصا مع الحصار الخانق على ايران وروسيا .
2. محاصرة القوة الخشنة الروسية ( فاغنر ) وتحجيمها ومنع تمددها وفك ارتباطها مع اي شركاء في ليبيا وفي دول الساحل والصحراء .
3 .تحجيم القوة الناعمة الصينية في ليبيا والتضييق على استثماراتها في مجالي الأتصالات والطاقة ومنعها من التمدد الى افريقيا عبر ليبيا خصوصا بعد التنسيق الاقتصادي العالي بين الصين وروسيا عبر منظمة شانغهاي التي يراها الغرب بأنها تكتل بديل لحلف وارسو .
4. مكافحة الارهاب . هناك قلق امريكي من وتيرة النشاطات الارهابية في الجنوب الليبي وهناك تحذيرات من الاتحاد الافريقي بخصوص تنامي داعش في دول الساحل والصحراء والتقارير تشير الى ان الجنوب الليبي مصدر مغذي لهذه النشاطات .
كل هذه المعطيات زادت من حضور الملف الليبي على طاولة صانعي القرار الامريكي وزادت من وتيرة الزيارات المكوكية
قلق مصري تركي امارتي :
السياق الممتد من المؤشرات والمعطيات السابقة والمرتبطة بالاهداف الامريكية والحرب في اوكرانيا وتداعياتها وغيره دفعت صانع القرار الامريكي الى تجاوز حلفائهم المتشاكسين ( انقرة والقاهرة وابوظبي)والدخول على خط الازمة في ليبيا دون الالتفات اليهم ومشاركتهم في صنع الخارطة السياسية الجديدة في ليبيا وهذا ما اقلق العواصم الأقليمية.
سيناريوهات :
1.سيناريو السلطة الموحدة
بناء على المعطيات اعلاه قد يدفع الامريكي في اتجاه تشكيل سلطة موحدة عبر المجلس الرئاسي واصدار مرسوم رئاسي يفضي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تحقق الحد الادنى المطلوب وتسهم في تحقيق الاهداف الرباعية الامريكية او من خلال دفع المبعوث الاممي لتشكيل فريق حوار يفضي الى سلطة موحدة تم العبور الى الانتخابات .
2 .سيناريو الامر الواقع :
قد يدفع الامريكي في اتجاه ترسيخ الامر الواقع ومطالبة الحكومتين باتباع وصفة امريكية تخدم الاهداف الرباعية وربما إجراء انتخابات في ظل وجود الحكومتين والتعاطي مع نتائجها بما يخدم المصالح الامريكية .
3 .سيناريو الدمج :
رعاية مفاوضات مع القوى المؤثرة الليبية لدمج الحكومتين والمرور بعدها للانتخابات وفقا للشروط الامريكية .
في كل الاحوال الدخول الامريكي على خط الازمة اقض مضجع القوى الاقليمية وهناك مخاوف حقيقية من فرض حل امريكي بعيدا عن مصالح وتدخلات القوى الاقليمية خصوصا بعد فشلها في الوصول لحل للازمة الليبية التي باتت تشكل تهديدا للمصالح الامريكية .
ازعم بأن الامريكي بدأ يدرك خطورة استمرار الازمة وانقسام المؤسسات وربما وصلنا لمرحلة تناقض بين المصالح الامريكية والمصالح الاقليمية في ليبيا وهذا قد يفتح افاق وفرص للخروج بليبيا من ازمتها الطاحنة .